تُعتبر تركيا واحدة من أكثر دول المنطقة تقدمًا صناعيًا وأكبر الأسواق الإقليمية، مما يجعلها وجهة مثالية للسلع الإيرانية المعدة للتصدير. ومع وجود أكثر من 85 مليون نسمة، وموقع استراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا، وبنية تحتية متطورة للنقل، توفر تركيا فرصًا واسعة للمصدرين الإيرانيين.
الطلب المتزايد في تركيا على بعض المنتجات الإيرانية مثل المواد الغذائية، والبتروكيماويات، ومواد البناء، والمعادن، زاد من أهمية التصدير إلى هذا البلد.
تحليل السوق واختيار المنتج المناسب للتصدير
تبدأ أولى خطوات التصدير إلى تركيا بتحليل عميق للسوق التركي. ويعد فهم احتياجات المستهلك التركي، وتسعير المنتجات بشكل تنافسي، والاطلاع على معايير المواصفات، والتعرف على الشركات المنافسة الدولية في تركيا، أمورًا حاسمة.
فعلى سبيل المثال، تتمتع السلع الإيرانية مثل المكسرات والفواكه المجففة، والأحجار الخاصة بالبناء، والمنتجات البتروكيماوية، والمعادن، والأدوية العشبية، والمنسوجات، والمنتجات الصناعية الخفيفة بفرص جيدة في السوق التركي. كما أن مراجعة تعرفات الجمارك التركية من خلال الموقع الجمركي الرسمي أمر ضروري لدعم القرار في تصدير المنتجات.
الحصول على بطاقة التاجر
لبدء أي عملية تصدير رسمية، يجب الحصول على بطاقة التاجر، والتي تصدرها غرفة تجارة وصناعة ومناجم وزراعة إيران وتخول مالكها بممارسة الأنشطة التجارية الدولية.
يجب إصدار بطاقة التاجر باسم المصدّر (فرد أو شركة)، وهي ضرورية لتسجيل أوامر التصدير، وتسلُّم العملة، والإجراءات الجمركية.
تسجيل الطلب في النظام الوطني للتجارة
يجب تسجيل كل سلعة معدة للتصدير ضمن النظام الوطني للتجارة الإيراني (www.ntsw.ir) . وتحدد هذه العملية كل التفاصيل المتعلقة بالسلعة، والدولة المستهدفة، والقيمة، وغيرها من المعلومات.
تسجيل الطلب إلزامي لأغراض الرصد الإحصائي، والحصول على التراخيص والتصاريح المطلوبة بناءً على نوع المنتج.
إعداد وثائق التصدير
الوثائق المطلوبة لتصدير السلع إلى تركيا تشمل:
- فاتورة تجارية: تتضمن كافة معلومات البائع والمشتري ونوع وكمية السلع والسعر وشروط الشحن.
- قائمة التعبئة: تحتوي على نوع التغليف، وعدد الطرود، والوزن الصافي والإجمالي، وأبعادها.
- شهادة المنشأ: تثبت بلد إنتاج السلع، وتصدرها غرفة التجارة.
- الإقرار الجمركي: تسجيل رسمي للسلع في الجمارك الإيرانية.
- تصاريح خاصة (إذا لزم الأمر): مثل شهادة الصحة، وتصريح الحجر الزراعي، وشهادات المطابقة للمواصفات، وغيرها.
- بوليصة شحن دولية (BL أو CMR): حسب وسيلة النقل (بري، بحري، سكك حديدية أو جوي).
- وثيقة تأمين التصدير: تغطي مخاطر نقل السلع أثناء الطريق.
الإجراءات الجمركية وإرسال البضائع
بعد تجهيز الوثائق وتعبئة السلع، يجب على المصدر مراجعة أحد المنافذ الجمركية (مثل جمارك بازارغان، راز، سرو، أو خوي).
يتم في هذه المرحلة فحص الأوراق، والتدقيق الميداني للبضائع، ثم إصدار إذن الخروج. بشكل عام، لا يتم فرض رسوم أو ضرائب جمركية على أغلب السلع المصدرة في الجمارك الإيرانية، ولكن الدقة في استكمال الوثائق أمر بالغ الأهمية.
طرق النقل من إيران إلى تركيا
نظرًا لتشارك إيران وتركيا عدة حدود برية، فإن الصادرات بين البلدين تُنجز بسهولة وسرعة:
1. النقل البري
الطريق الرئيسية هي باستخدام الشاحنات والمقطورات عبر:
- منفذ بازارغان (أذربيجان الغربية): أكثر المنافذ التجارية ازدحامًا بين إيران وتركيا
- منفذ راز (خوي)
- منفذ سرو (أرومية)
وتعتبر هذه الطريقة اقتصادية ومرنة خصوصًا للشحنات الكبيرة.
2. النقل بالسكك الحديدية
تنطلق القطارات المحملة بالبضائع نحو تركيا من محطات قطار تبريز وراز. هذا النمط مناسب للسلع الثقيلة وبالحجم الكبير.
3. النقل الجوي
للشحنات الخفيفة والقيمة العالية، يمكن الاستفادة من مطار الإمام الخميني الدولي إلى إسطنبول وأنقرة.
4. النقل البحري
من ميناء الإمام الخميني أو ميناء رجائي (بندر عباس) إلى موانئ مرسين وإزمير التركية، ويعتبر هذا الطريق خيارًا بديلًا لنقل الشحنات الضخمة أو الحاويات.
المعاملات المالية وتسلُّم الدفع
توجد طريقتان رئيسيتان لتسوية المدفوعات:
- التحويل المصرفي أو تسديد بعملة أجنبية: غالبًا باليورو أو الدولار الأمريكي، لحسابات مصرفية في تركيا أو خارجها.
- التسوية عبر شركات الصرافة: من خلال مكاتب الصيرفة المرخصة لتحويل العملة بسرعة.
وبسبب القيود المصرفية المفروضة على إيران، فإن استخدام خدمات الصيرفة الموثوقة والشركات المالية يعد شائعًا للغاية في التحويلات.
أهم المزايا والتحديات في التصدير إلى تركيا
المزايا:
- القرب الجغرافي ووجود حدود برية واسعة
- نمو الاستهلاك المحلي في تركيا وزيادة الطلب على بعض السلع الإيرانية
- سهولة النقل والتوزيع
- علاقات تجارية واقتصادية مستمرة
التحديات:
- تعقيد الأنظمة الجمركية التركية
- متطلبات المواصفات والمعايير العالية
- المنافسة الشديدة مع مصدري أوروبا وآسيا
- مشاكل تحويل العملة والعقوبات الدولية
شارماركت
شارماركت هو منصة إلكترونية متخصصة لتسهيل الاتصال بين قطاعات وصناعات مختلفة على المستوى الدولي. يوفر الموقع فرصًا قيّمة للشركات والمؤسسات لاستعراض منتجاتها وخدماتها والتعاون مع خبراء من مختلف دول العالم.
وباعتباره مجتمعًا تجاريًا إلكترونيًا متخصصًا، يوفر شارماركت بيئة لتبادل المعلومات وإنشاء شبكات تجارية للمستخدمين. تساعد المنصة الشركات على الاستفادة من فرص التجارة الدولية وتوسيع شبكة علاقاتها عالميًا.
عبر شارماركت، يمكن للأعضاء التفاعل بسهولة والدخول في شراكات جديدة، بينما تساعد المنصة في زيادة التوعية بالعلامات التجارية والمنتجات داخل الأسواق العالمية. وتعتبر هذه المنصة أداة قوية وفعالة لأصحاب الأعمال الراغبين بتوسيع أنشطتهم التجارية على مستوى العالم.
الخلاصة
تصدير السلع من إيران إلى تركيا، عند القيام به بعد دراسة مستفيضة للسوق، والالتزام بالمعايير، واستكمال المستندات، واتباع الإجراءات السليمة، يمكن أن يكون خيارًا مربحًا ومستدامًا وفعالًا للغاية. ويجعل قرب البلدين وتعدد المنافذ الحدودية والتنوع الاقتصادي في تركيا من هذه الدولة واحدة من أهم وجهات التصدير الإيراني.
من خلال التخطيط الجيد والاستشارة مع خبراء الأعمال والالتزام بأنظمة البلدين، يمكن للمصدرين الإيرانيين تعزيز حصتهم في السوق التركي.
