تاريخ النشرتاريخ النشر: 23‏/7‏/2025
وقت القراءةوقت القراءة: 6 دقائق

تُعد إيران وتركيا من الدول البارزة في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا، وقد تمتعتا بعلاقات اقتصادية متينة لسنوات عديدة. وتعتبر تركيا من بوابات الوصول إلى الأسواق الأوروبية، حيث تمتلك بنية تحتية متطورة في مجالي النقل والتجارة. لذا، فإن تصدير السلع إلى هذا البلد لا يحقق الأرباح فقط، بل قد يكون أيضًا منصة انطلاق للوصول إلى أسواق أخرى.
في هذا المقال، سنستعرض بشكل شامل ما هي المنتجات الإيرانية التي تحظى بسوق جيد في تركيا ولماذا، وسنتطرق أيضًا إلى العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى النجاح أو الفشل في تصدير البضائع لهذا البلد.

المنتجات البتروكيميائية والكيميائية

نظرًا للطبيعة الصناعية لتركيا واحتياجها الكبير للمواد الأولية، فهي تعد من أكبر مستوردي المنتجات البتروكيميائية في المنطقة. وتعتبر إيران، بمواردها الهائلة من النفط والغاز، من أكبر منتجي المواد الكيميائية الخام ونصف المعالجة مثل الميثانول، اليوريا، الأمونيا، البولي إيثيلين، البولي بروبيلين والراتنجات الصناعية.

وبما أن تركيا لا تملك مصادر طاقة رخيصة، فهي لا تستطيع إنتاج هذه المنتجات بتكاليف منخفضة، لذلك فإن الاستيراد من إيران أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية. ويمكن للشركات الإيرانية ترسيخ مكانتها في السوق التركية من خلال الأسعار التنافسية والجودة العالية والدقة في التسليم. ومع ذلك، من الضروري الانتباه لمعايير الصناعة التركية والتغليف المتخصص في هذا المجال.

الأحجار الإنشائية والزخرفية

قطاع البناء في تركيا نشِط للغاية وتقام فيه العديد من مشاريع البنية التحتية والسكنية. وتعد إيران من أكبر منتجي الأحجار البنائية عالية الجودة في المنطقة. يتم تصدير أنواع الرخام والترافرتين والحجر الجيري والجرانيت والأحجار الزخرفية المختلفة من إيران إلى تركيا.

وتُستخدم الأحجار الإيرانية في المشاريع الفاخرة في تركيا لما تتميز به من تنوع لوني ومتانة عالية ونقوش طبيعية جذابة. كما تقوم بعض الشركات التركية بعرض الأحجار الإيرانية تحت علامتها التجارية الخاصة في المعارض العالمية، مما يعكس ثقة عالية بجودة الحجر الإيراني.

الفواكه المجففة والزعفران والمنتجات الغذائية

تولي تركيا اهتمامًا كبيرًا للمنتجات الزراعية التي تمتاز بالنكهات الفريدة والطبيعية. وتحظى الفواكه المجففة الإيرانية مثل الفستق، التمر، الزبيب، اللوز والتين بمكانة بارزة في الأسواق التركية.
ويتميز الفستق الإيراني بجودته الفائقة وحبّاته الممتلئة وطعمه الزيتي ورائحته الطبيعية، متفوقًا بذلك على ما يماثله من دول أخرى. وبالمثل، فإن الزبيب والتمر الإيرانيين يحظيان بطلب مرتفع خاصة خلال شهر رمضان والمناسبات الدينية في تركيا.

كما يحظى الزعفران الإيراني، المعروف بـ”الذهب الأحمر“، بإقبال واسع في تركيا سواء للاستهلاك المنزلي أو في الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية. ويعتبر التغليف المهني، الحصول على شهادات صحية دولية، وتوفير عينات للمنتج أثناء التفاوض مع الموزعين الأتراك من عوامل النجاح الأساسية لتصدير المنتجات الغذائية.

مواد البناء والمعادن

نظرًا للتطور الصناعي وانتعاش قطاع الإنشاءات في تركيا، يحظى سوق مواد البناء مثل الإسمنت، حديد التسليح، السيراميك، الجبس والزجاج بأهمية كبيرة. وقد استطاع العديد من المصنّعين الإيرانيين الاستحواذ على حصة سوقية ملحوظة من خلال تقديم أسعار تنافسية وجودة معيارية.

فعلى سبيل المثال، يُستخدم الإسمنت الرمادي الإيراني في المشاريع الكبرى في تركيا. ويحظى حديد التسليح الإيراني، خاصة في المناطق الشرقية من تركيا القريبة من الحدود الإيرانية، بترحيب جيد. وفي هذا القطاع، من الضروري الالتزام بالمعايير الأوروبية والحصول على الموافقات الفنية من الجهات التركية المختصة.

المعادن والمنتجات المعدنية

تتمتع إيران باحتياطيات ضخمة من المعادن مثل خام الحديد، الباريت، النحاس، المنغنيز والفحم، ما يجعلها قادرة على تزويد تركيا باحتياجاتها من المواد الأولية. وتضم تركيا صناعة واسعة في مجال الصلب والسبائك المعدنية، وتحتاج إلى استيراد المعادن الخام.

وتُصدّر المعادن الإيرانية نصف المعالجة إلى تركيا لتستخدمها الصناعات الكبرى. كما يمكن توسيع فرص التصدير من خلال التعاون بين شركات التعدين الإيرانية ومصانع الصلب التركية في هذا المجال.

المنتجات الزراعية الطازجة

تشهد تركيا في بعض أوقات السنة نقصًا في بعض الفواكه والخضراوات. وبفضل تنوع المناخ في إيران، تتمكن من إنتاج المنتجات الزراعية طيلة فصول السنة. وتعد الطماطم، الخيار، التفاح، البرتقال، الثوم، البصل والفلفل من المنتجات التي يمكن تصديرها في التوقيت المناسب.

وتتطلب عملية التصدير لهذه المنتجات تغليفًا مناسبًا ونقلًا سريعًا والالتزام بالمعايير الصحية. وتأتي هذه الصادرات بشكل رئيسي من محافظات مثل أذربيجان الغربية، كردستان، كرمانشاه، خوزستان وفارس. ويُعد التسويق الإقليمي والمشاركة في الأسواق الحدودية من عوامل النجاح الرئيسة.

الحرف اليدوية والسجاد والمنتجات الثقافية

لا تزال السجاد الإيراني اليدوي، بتصاميمه التقليدية وجودته التعدينية العالية، يحظى بشعبية في الأسواق التركية وخاصة في المناطق السياحية مثل إسطنبول وقونية وأنطاليا.
كذلك تحظى الحرف اليدوية مثل الفخار، الخاتم، الترمَه (القماش اليدوي) والمينا بإمكانية الانتشار في متاجر الهدايا والمعارض الفنية بتركيا.

ويساهم التسويق من خلال المعارض الدولية للحرف اليدوية، والتغليف الفني، والتعاون مع المتاجر المحلية، بشكل كبير في نجاح تصدير المنتجات الثقافية إلى تركيا.

الأدوية العشبية والمنتجات الطبيعية

تتمتع إيران بتاريخ طويل في الطب التقليدي والعلاج بالأعشاب. وتلقى المنتجات العشبية مثل الشاي العشبي، المستخلصات، الزيوت الطبيعية، المقطرات والمراهم التقليدية طلبًا مرتفعًا في سوق تركيا العضوي. وقد أظهر المستهلكون الأتراك في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بالمنتجات الخالية من المواد الكيميائية.

ويمكن توسيع صادرات هذه المنتجات من خلال تطوير العلامات التجارية الإيرانية في هذا القطاع، والالتزام بالمعايير الصحية الدولية، والحصول على تراخيص الاستيراد من هيئة الأدوية التركية، والتسويق الموجه.

شارماركت

منصة إلكترونية متخصصة تهدف إلى تسهيل التواصل التجاري بين مختلف القطاعات الصناعية على المستوى الدولي. يوفر هذا الموقع فرصة ممتازة للشركات والأعمال لعرض منتجاتها وخدماتها والتعاون مع مهنيين آخرين من مختلف القطاعات حول العالم.

وباعتباره بيئة افتراضية متخصصة، يعد شارماركت منصة لتبادل المعلومات وبناء الشبكات التجارية للمستخدمين. وتساعد هذه المنصة الشركات على الاستفادة من فرص الأعمال الدولية وتوسيع علاقاتها العالمية.

في شارماركت، يمكن للأعضاء التفاعل بسهولة وتأسيس شراكات جديدة، بينما تساعد المنصة على زيادة ظهور العلامات التجارية والمنتجات المختلفة في الأسواق العالمية. وتعد هذه المنصة أداة قوية وفعالة خاصةً لمن يتطلعون إلى تطوير تجارتهم الدولية.

الخلاصة

يمتاز تصدير السلع من إيران إلى تركيا بميزة تنافسية قوية بفضل العلاقات التجارية الوثيقة، والحدود المشتركة، والقرب الثقافي، وانخفاض تكاليف النقل البري. ويمكن لإيران الاستحواذ على حصة مهمة من السوق التركية في قطاعات البتروكيماويات، الأحجار، الفواكه المجففة، مواد البناء، المنتجات الزراعية والحرف اليدوية.
غير أن النجاح في هذا المجال يتطلب فهمًا حقيقيًا للسوق المستهدفة، والالتزام بالمعايير، والتغليف المهني، والتسويق الذكي. فتركيا ليست مجرد سوق مستهدف، بل أيضًا بوابة نحو أوروبا، والتي يمكن أن تفتح فرصًا تجارية استثنائية للمصدر الإيراني في حال استغلالها بالشكل الأمثل.

الأسئلة الشائعة

نعم، تركيا تعد من أهم شركاء إيران التجاريين، ويتم تصدير مجموعة واسعة من المنتجات إليها، بما في ذلك المنتجات البتروكيمياوية والحجر والفواكه المجففة والمواد الغذائية.
إذا كان منتجك يتمتع بجودة عالية وتغليف مناسب وسعره منافس في السوق، فإن التصدير إلى تركيا يمكن أن يكون مربحاً للغاية.
نعم. لتصدير المنتجات الغذائية إلى تركيا، يجب الحصول على شهادة صحية، وشهادة منشأ، وفي بعض الحالات موافقة إدارة الغذاء والدواء التركية.

https://panel.sharmarket.co/assets/undefined

معین ویژه

مدير تحسين محركات البحث

معين ويژه، مدير تحسين محركات البحث وإنتاج المحتوى، ذو خبرة احترافية في مجال التسويق الرقمي، شغوف بالتحليل، الاستراتيجية وصناعة المحتوى المؤثر.


الفئاتاستكشافالرئيسيةتسجيل الدخولالقائمة