عدم إجراء بحث شامل حول الأسواق المستهدفة
يُعَد عدم إجراء دراسات دقيقة وشاملة للسوق من أكبر الأخطاء في التصدير. فالانتقال لأي سوق جديد يتطلب معرفة كاملة بجوانبه الثقافية والاقتصادية والسياسية والتجارية. خصوصاً أن احتياجات المستهلكين وتفضيلاتهم الثقافية وأنماط الشراء والمنافسين المحليين من الممكن أن تختلف كثيراً عن سوقك المحلي.
فعلى سبيل المثال، في بعض البلدان، قد تكون لدى المستهلكين اتجاهات معينة لأسباب ثقافية أو دينية تؤثر بشكل كبير في تصميم أو تغليف أو حتى ميزات منتجك. تجاهل هذه الفروقات وانتقال نموذج السوق المحلي نفسه قد يؤدي إلى الفشل في السوق المستهدفة.
كيف تتجنب هذا الخطأ؟
- ابحث احتياجات وثقافة المستهلكين: يجب عليك اكتساب فهم حقيقي لسلوك المستهلكين في الدول المختلفة من خلال الاستبيانات أو المقابلات أو حتى التجارب السوقية. فعلى سبيل المثال، ألوان وتصاميم معينة قد تجذب المستهلكين في آسيا أكثر من أوروبا.
- تحليل المنافسين: مراجعة وتحليل المنافسين في السوق المستهدف يساعدك على فهم أداء المنتجات المشابهة وأسباب نجاح أو فشل البعض منها. هذه المعلومات تمكِّنك من تصميم استراتيجية دخول السوق بشكل أفضل.
- مراجعة الأوضاع الاقتصادية: الحالة الاقتصادية وقوة الشراء والقدرة المالية لدى المستهلكين في كل دولة تؤثر بشكل كبير على نجاح أو فشل الصادرات. تقييم هذه الجوانب يساعدك في ضبط استراتيجية التسعير والبيع بشكل مناسب.
إهمال المتطلبات القانونية والتجارية الدولية
عملية التصدير تتطلب الالتزام بالقوانين واللوائح المتنوعة التي تضعها كل دولة للبضائع المستوردة. وتشمل هذه قوانين الجمارك والرسوم والشهادات الخاصة والمعايير الصحية ومتطلبات السلامة وغيرها الكثير. عدم الالتزام بهذه المتطلبات قد يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل احتجاز البضاعة في الجمارك أو الغرامات المالية أو حتى مصادرة المنتجات وعدم تسليمها للعملاء الدوليين.
فعلى سبيل المثال، قد يحتاج المنتج في دولة معينة إلى شهادة صحية أو معايير جودة محددة أو تصاريح تصدير خاصة. وبدون هذه الأوراق، ربما لا يسمح بدخول المنتج لتلك الدولة أو قد يواجه صعوبات قانونية.
كيف تتجنب هذا الخطأ؟
- متابعة قوانين ولوائح الجمارك: ادرس بشكل دوري ومفصل القوانين الجمركية للدولة المستهدفة. تكون هذه المعلومات متوفرة عادة على المواقع الحكومية أو غرف التجارة.
- استشارة محامين تجاريين: في بعض البلدان وبعض المنتجات، الاستعانة بخبراء القانون التجاري الدولي قد يكون مفيداً للغاية. هؤلاء المستشارون يساعدونك في فهم اللوائح المعقدة.
- تعيين مستشارين جمركيين: العديد من الشركات توظف مستشارين متخصصين بمسائل الاستيراد والتصدير للتأكد من إتمام كافة الأوراق والتراخيص المطلوبة.
إهمال التغليف والنقل الصحيح
التغليف وطرق الشحن من الجوانب الأساسية بالتصدير وغالباً ما يتم تجاهلها. يجب أن يكون التغليف قادراً على حماية البضائع من الضرر والظروف المعاكسة أثناء الشحن، إضافة إلى مطابقة المواصفات الدولية. فالتغليف غير الملائم قد يؤدي إلى تلف البضائع أثناء النقل أو حتى احتجازها في الجمارك.
كذلك، اختيار وسيلة النقل غير المناسبة قد يسبب خسائر إضافية أو تأخير في التسليم. فمثلاً الشحن البحري قد يكون أرخص لكنه يستغرق وقتاً أطول من الشحن الجوي.
كيف تتجنب هذا الخطأ؟
- اختر تغليفاً متيناً ومطابقاً للمعايير: استخدام مواد تغليف قوية، ومناسبة للشحن الدولي أمر بالغ الأهمية. يجب أن يحمي التغليف المنتج من الأضرار المادية أو الرطوبة أو تغيرات درجات الحرارة.
- استشارة شركات نقل موثوقة: التعاون مع شركات نقل لوجستية ذات خبرة في توصيل البضائع دولياً يساعد في تفادي المشاكل.
- تقدير تكاليف النقل: قبل اختيار وسيلة الشحن، قيِّم الخيارات المتاحة من حيث التكلفة والسرعة، فمثلاً النقل البحري أوفر لكنه أبطأ.
عدم وضع استراتيجيات تسعير مناسبة
تسعير المنتجات من أصعب التحديات في التصدير. التسعير غير المناسب قد يفوت عليك حصة كبيرة من السوق المستهدفة أو يتسبب بفشل التصدير. إذا كانت الأسعار عالية جداً فقد تبدو منتجاتك باهظة على المستهلك في السوق المستهدفة، وإن كانت منخفضة جداً ربما لا تغطي التكاليف.
كيف تتجنب هذا الخطأ؟
- تحليل الأسعار المنافسة: راقب أسعار المنتجات المنافسة في السوق المستهدفة واضبط أسعارك بناءً عليها مع أخذ تكاليف الإنتاج والشحن والجمارك بالحسبان.
- عرض خصومات أو خطط دفع بالتقسيط: في بعض الأسواق، تقديم خصومات أو خيارات الدفع بالتقسيط يجذب المزيد من العملاء.
- احتساب التكاليف الإضافية: ضع جميع المصاريف الإضافية مثل الشحن أو التأمين أو الجمارك ضمن السعر النهائي للمنتج.
تجاهل بناء العلاقات التجارية والشبكات
بناء العلاقات وإنشاء شبكات عمل في الأسواق الدولية أمر ضروري لنجاح التصدير. التركيز فقط على بيع المنتجات دون التعاون مع الموزعين أو الوكلاء أو الشركاء التجاريين قد يعيق نموك. فهذه العلاقات تعزز الثقة بالأسواق الجديدة وتحل كثيراً من المشكلات
كيف تتجنب هذا الخطأ؟
- المشاركة في المعارض الدولية: تعتبر المعارض فرصة ممتازة لمقابلة شركاء وعملاء جدد.
- بناء علاقات طويلة الأمد: اعمل على إنشاء علاقات متينة وطويلة المدى مع الموزعين والشركاء المحليين في السوق المستهدفة.
- استخدام المنصات الإلكترونية: تعتبر منصات التواصل الاجتماعي ومنصات الأعمال مثل LinkedIn أدوات مُفيدة لتوسيع الشبكات التجارية الدولية.
الخلاصة
التصدير فرصة عظيمة لنمو الأعمال، إلا أن النجاح فيه يتطلب تجنب الأخطاء الشائعة. البحث الجاد، والالتزام بالقوانين، واختيار التغليف والنقل الأنسب، والتسعير الصحيح، وبناء العلاقات التجارية القوية كلها عناصر أساسية يجب أخذها في الاعتبار. بتجنب هذه الأخطاء وتطبيق استراتيجيات ذكية يمكنك التصدير بنجاح وتوسيع أعمالك عالمياً.
شارماركت
هي منصة إلكترونية تتيح الربط التجاري بين مختلف القطاعات على مستوى دولي. وتوفر هذه المنصة فرصة ممتازة للشركات والمؤسسات لعرض منتجاتها وخدماتها والتعاون مع مهنيين آخرين في شتى القطاعات حول العالم.
باعتباره فضاءً رقمياً متخصصاً، يوفر شارماركت للمستخدمين بيئة لتبادل المعلومات وبناء الشبكات التجارية. تساعد المنصة الشركات على استغلال الفرص التجارية الدولية وتوسيع علاقاتها على مستوى العالم.
عبر شارماركت يستطيع الأعضاء التفاعل بسهولة فيما بينهم وبدء مشاريع تعاون جديدة، كما تساعد المنصة في رفع وعي العلامة التجارية والمنتجات في الأسواق الدولية. وتُعَد هذه المنصة أداة فعالة وقوية خاصة لمن يتطلعون لتوسيع أنشطتهم التجارية الدولية.
