تظل الصادرات إلى العراق واحدة من أهم المسارات التجارية لإيران في عام ١٤٠٤. فالموقع الجغرافي المناسب، والحدود البرية الواسعة، والعلاقات التاريخية، والثقافية، والدينية المشتركة، إضافة إلى الاحتياجات الكبيرة للعراق في مجال الاستيراد، شكلت فرصة فريدة للمصدرين الإيرانيين. وفي هذا السياق، هناك بعض المنتجات التي تشهد طلباً أعلى في السوق العراقية نتيجة الظروف، والقوة التنافسية لإيران وتفضيلات المستهلك العراقي مقارنة بباقي السلع. في هذا المقال سنستعرض عن كثب أكثر السلع الإيرانية طلباً في سوق التصدير إلى العراق لعام ١٤٠٤.
السلع الاستهلاكية اليومية: المواد الغذائية، منتجات الألبان والمشروبات
تعد المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية اليومية من أهم فئات الصادرات إلى العراق. منتجات الألبان مثل الزبادي، الجبن، القشطة، اللبن، الحليب المجفف، بالإضافة إلى المنتجات المصنعة مثل الحلويات، الشوكولاتة، رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة، هي من أهم صادرات إيران إلى العراق في عام ١٤٠٤. يعود الطلب الكبير على هذه المنتجات إلى جودتها العالية، والتقارب الثقافي، والذوق المتشابه، وأسعارها المنافسة.
وفي المقابل، يعتمد العراق بشكل كبير على استيراد هذه السلع بسبب محدودية الإنتاج الغذائي وغياب البنية التحتية الزراعية والحيوانية المستدامة. العلامات التجارية الإيرانية معروفة جيداً في المدن العراقية الكبرى كالبغداد وكربلاء والنجف، وتحظى بحضور قوي في المحلات والأسواق.
مواد البناء والخامات الإنشائية
في عام ١٤٠٤، لا يزال العراق في مرحلة إعادة إعمار البنية التحتية؛ من بناء المنازل إلى المشاريع الإنشائية الكبرى، ورصف الطرق، وبناء المراكز الخدمية والتجارية. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الطلب على مواد البناء مثل الإسمنت، الكلنكر، الأحجار، السيراميك، أدوات السباكة الصحية، القار، مختلف أنواع الطلاء والعوازل، الأنابيب والوصلات، لتكون من بين أكثر السلع الإيرانية تصديراً إلى العراق.
تتمتع إيران بوجود منتجين أقوياء في هذا المجال وميزة جغرافية في التوريد السريع، مما منحها مكانة هامة في سلسلة توريد المشاريع الإنشائية العراقية.
المنتجات البتروكيميائية والبلاستيكية
تشمل الصادرات الإيرانية إلى العراق في ١٤٠٤ قائمة كبيرة من المنتجات البتروكيميائية كبولي إيثيلين، بولي بروبيلين، المواد الخام البلاستيكية، عبوات التغليف البلاستيكية، النايلون، سفر الطعام ذات الاستخدام الواحد وغيرها. ويستفاد من هذه المنتجات في الصناعة التحويلية العراقية وكذلك في قطاعات التغليف والاستهلاك العام.
يتم تصدير هذه المواد باستمرار عبر المناطق الحرة والموانئ والحدود الغربية مثل الشلامجة ومهران، ويظل الطلب عليها مرتفعاً مع نمو الصناعات التحويلية داخل العراق.
الأدوية، المنتجات الصحية والمنظفات
مع تزايد نسبة التحضر في العراق وازدياد الحاجة إلى المنتجات الصحية والرعاية، لوحظ نمو كبير في الطلب على المنتجات الصحية الإيرانية. في عام ١٤٠٤، كانت هناك صادرات كبيرة إلى العراق من منتجات مثل الصابون، الشامبو، مناديل الورق، الحفاضات، المواد المعقمة، معجون الأسنان، منظفات الملابس والأواني، وبعض أصناف الأدوية العامة.
الجودة الجيدة، السعر المناسب والثقة في العلامات التجارية الإيرانية من أهم مسببات نمو هذه الصادرات.
الفواكه، الخضروات، المكسرات والمنتجات الزراعية
تعد إيران من كبار المنتجين الزراعيين في المنطقة بفضل تنوعها المناخي. استمرت صادرات الفواكه مثل التفاح، الرمان، البرتقال، العنب، الخيار والخضروات الطازجة إلى العراق في عام ١٤٠٤. كما تحتل المكسرات الإيرانية مثل الفستق، الزبيب، التمر، اللوز والزعفران مكانة خاصة في السوق العراقية.
وخلال المواسم الدينية مثل الأربعين، رمضان وعيد الأضحى، يزداد الطلب على هذه المنتجات بشكل ملحوظ وعلى التجار الإيرانيين استغلال هذه المواسم بشكل جيد.
الأجهزة المنزلية الخفيفة والمعدات العامة
رغم وجود بعض القيود على تصدير الأجهزة المنزلية الثقيلة، إلا أن المنتجات الخفيفة مثل المدافئ الكهربائية والغازية الصغيرة، المراوح، عصارات الفواكه، أدوات المطبخ، طناجر الضغط وأطقم القدور تلقى رواجاً كبيراً في الأسواق العراقية، خصوصاً في المحافظات الجنوبية. في عام ١٤٠٤، تمكن العديد من العلامات الإيرانية من اقتناص حصة من هذا السوق من خلال خفض تكاليف الإنتاج والتغليف.
السجاد والصناعات اليدوية الإيرانية
السجاد الإيراني، وخصوصاً السجاد الآلي بأسعاره المناسبة، وكذلك الكليم والجبة وأغطية الطاولات التقليدية وغيرها من المنتجات اليدوية، تحظى باهتمام السياح العراقيين وشرائح واسعة من الأسر العراقية المتوسطة. تصدّر هذه السلع غالباً في مواسم المعارض، والمناسبات الدينية أو عبر المحال المشتركة في المناطق الحدودية. تزايد الإقبال على المنتجات الثقافية والتقليدية الإيرانية في العراق يعد أحد مؤشرات نمو سوق هذه الصناعة في عام ١٤٠٤.
الملابس، الأحذية والمنسوجات
شهدت صادرات الملابس الإيرانية طفرة كبيرة إلى العراق في عام ١٤٠٤، ويعود ذلك للجودة الجيدة للأقمشة والتفصيل، والتقارب في الذوق بين الشعبين، وأسعارها المنافسة بالمقارنة مع المنتجات التركية أو الصينية. كما تحظى الأحذية الإيرانية، وخصوصاً الأحذية الجلدية منخفضة السعر والعملية، بموقع جيد في الأسواق الحدودية العراقية والمناطق الشيعية.
الخلاصة
في عام ١٤٠٤، تبقى الصادرات إلى العراق من أهم مصادر الدخل للمصنعين والتجار الإيرانيين. المواد الغذائية، المنتجات الصحية، مواد البناء، المنتجات البتروكيميائية، الفواكه والمكسرات، الأجهزة المنزلية والملابس من أكثر السلع طلباً ومبيعاً في السوق العراقية. إن معرفة دقيقة بهذه المنتجات وخصائص السوق العراقي تساعد الفاعلين الاقتصاديين الإيرانيين على التخطيط الذكي والاستفادة من هذه الفرصة الاقتصادية الكبيرة.
شارماركت
هي منصة إلكترونية تسهّل التواصل التجاري بين مختلف القطاعات على المستوى الدولي. يمنح هذا الموقع فرصة مثالية للشركات والأعمال لعرض منتجاتها وخدماتها والتعاون مع فاعلين آخرين في شتى دول العالم.
شارماركت كمساحة رقمية متخصصة توفر للمستخدمين منصة لتبادل المعلومات وبناء شبكات تجارية. تساعد هذه المنصة الشركات على الاستفادة القصوى من الفرص التجارية الدولية وتوسيع علاقاتها على النطاق العالمي.
في شارماركت، يستطيع الأعضاء التفاعل بكل سهولة وتأسيس شراكات جديدة، بينما تسهم المنصة في زيادة معرفة العلامات التجارية والمنتجات المختلفة في الأسواق العالمية. وتعد هذه المنصة أداة فعالة وقوية خاصة لمن يسعى لتطوير أعماله على المستوى الدولي.